الترعة الإبراهيمية تبتلع أحلام العابرين.. تحقيقات مكثفة بحادث أسيوط

0 تعليق ارسل طباعة

وسط صمت الماء وسواد الليل، جاء صوت الاستغاثة المكتوم ليخبرنا أن الترعة الإبراهيمية لم تكن شاهدة فقط على حادث مأساوي بل على لحظات إنسانية تجاوزت المألوف.

تلك اللحظات التي دفعت أمًا لإلقاء طفليها خارج الميكروباص في محاولة أخيرة لإنقاذ حياتيهما، بينما قايضت حياتها بالنجاة لهما.

في مركز ديروط بمحافظة أسيوط، شهد موقف سيارات الأجرة مشهدًا دراميًا بعد انزلاق ميكروباص في مياه الترعة، السيارة التي كانت تحمل على متنها 14 راكبًا تحولت إلى كابوس عالق بين الحقيقة والخيال، بأعجوبة، تم إنقاذ أربعة أشخاص قبيل سقوط السيارة بالكامل، بينما انتشلت قوات الإنقاذ جثة واحدة وما زالت تبحث عن آخرين تحت عمق الماء.

تصاعد الأحداث

رجوع السيارة للخلف، دون سبب معلوم، كان كفيلاً بتحويل لحظة عادية إلى كارثة، حيث سقط الميكروباص في المياه المتاخمة للموقف، الجهود لم تتأخر، فاندفعت مديرية أمن أسيوط بـ 25 غواصًا وقوات الإنقاذ النهري والحماية المدنية.

مشهد مثير للدهشة، جمع بين الآليات الثقيلة واليد البشرية الممتدة في سباق مع الزمن لإنقاذ الأرواح الغارقة.

الجانب الإنساني

قصة الأم التي أنقذت طفليها كانت حديث الجميع، تلك المرأة التي لم تنظر للخطر وهي تلقي بطفليها نحو بر الأمان.

نجت الطفلتان، ولكن الأم لم تفعل، على الجانب الآخر، أربعة سيدات كنّ يستقلن السيارة غادرنها قبل الحادث بلحظات بعد اعتراضهن على زيادة الأجرة، تاركات وراءهن مشهدًا لن ينسى.

استجابة فورية

على المستوى الرسمي، قرر اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، صرف تعويضات مالية لأسر الضحايا والمصابين، مبلغ 50 ألف جنيه خُصص لكل رب أسرة فقد حياته، بينما حصل المصابون على 5 آلاف جنيه.

تحقيقات الحادث

المسؤولية القانونية لم تغب عن الحادث، فقد أمر المستشار محمد محروس بحبس السائق أربعة أيام على ذمة التحقيقات، مع توجيهه لإجراء تحاليل مخدرات وفحص نفسي للسائق الذي تحول إلى محور التساؤلات، يواجه الآن مسؤولية الحادث وما خلفه من خسائر بشرية ومادية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق