في زوايا الحلم، يقف شباب كثيرون ينظرون إلى الأفق البعيد، حيث تلوح فرصة العمل في الخارج كمنارة أمل، تُنهي شقاء الحاضر وتفتح أبواب غد مشرق، لكن بعض الأحلام قد تتحول لكوابيس، حين يقع الطامحون في براثن النصب والاحتيال، كما حدث في حكاية جديدة نسجت خيوطها في القاهرة.
نجحت أجهزة وزارة الداخلية، ضمن جهودها الحثيثة لمكافحة جرائم النصب والاحتيال، في الإيقاع بشخصٍ احترف بيع الأوهام تحت شعار الهجرة والعمل بالخارج.
هذا الشخص، الذي أقام شركة وهمية في منطقة مدينة نصر بالقاهرة دون ترخيص، استغل آمال المواطنين ورغبتهم في حياة أفضل، ليحولها إلى مصدر ربحٍ غير مشروع، وبحسب ما كشفت عنه تحريات قطاع الأمن العام والإدارة العامة لتصاريح العمل، فإن المتهم، صاحب سجل جنائي سابق، كان يدير شركته الوهمية كواجهة براقة تخفي وراءها شبكة من الخداع، أوهم ضحاياه بقدرته على توفير عقود عمل بالخارج، وزيّن لهم الحلم بمبالغ كبيرة جمعها منهم، مروجًا لنشاطه الإجرامي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن يد العدالة لم تكن بعيدة، بعد جمع الأدلة وتحديد نشاطه، تمت مداهمة مقر الشركة وضبط المتهم. وبينما كان الحلم يتجسد في شكل مستندات، عُثر بحوزته على 17 جواز سفر لمواطنين يطاردون أمل الهجرة، و 49 طلب توظيف، كأنها رسائل يائسة تبحث عن استجابة، و3 عقود عمل فارغة من أي بيانات، كوعود لا روح لها، وهاتف محمول، كان وسيلته لصيد فرائسه.
0 تعليق